منطقة الساحل: المنطقة الممتدة بين الصويرة و اكادير
تتواجد المنطقة الممتدة بين الصويرة و اكادير و التي تسمى عند سكانها بمنطقة الساحل لقربها من البحر في المنحدرات الغربية لجبال الأطلس الكبير, و هي منطقة جبلية تتخللها العديد من الأودية التي تمتلئ بمياه الأمطار. و تنمو في هده المنطقة شجرة الأركان التي يستعمل حطبها و خصوصا حبوبها التي يستخرج منها زيت الأركان.
كما يمارس سكان السواحل الصيد البحري بالطرق التقليدية . و من أنواع السمك المعروفة صيدها في المنطقة سمك تاسرغال Tassergal) بالامازيغي (Pomatomus saltatrix) و هو سمك رقيق الجسم. و يعتبر من الاغدية الأساسية في المنطقة حيت يقطع إلى شرائح تم يشوى و يجفف ليباع أيضا في أسواق المناطق المجاورة و البعيدة إلى حدود منحدرات الأطلس الصغير.
وتسكن المنطقة قبائل امازيغية. في الشمال هناك قبائل حاحة (إحاحان بالامازيغية) و في الجنوب قبائل إداو تنان.
لقد عرفت منطقة حاحة خلال القرن 14م حروبا ادت الى تدمير و محو العديد من المدن التي تم ذكرها من طرف المؤرخ ليون الافريقي (Leo the african) و المؤرخ مارمول (Marmol). حيت ذكروا أن هذه المذن كان يسكنها حوالي 5000 الى 6000 نسمة. و من بين هذه المدن نذكر :
مذينة تادنست (Tadnest) التي بنا فيها المرابطون مسجدا كبيرا.
مدينة تاكرت (Taggourt) التي اسسها المصامدة (Masmouda).
مدينة اتكيس (Atkis) التي عرفت بنسائها الجميلة.
مدينة اسوغاغن (Assoughaghen) المعروفة برجالها العنيفين و المتعطشون للدماء.
مدينة تيجوت (Tijout) حيت عرين الأسود.
مدينة تاسكدلت (Tassegdelt) حيت الغنى و كرم الضيافة.
مدينة تاكتزا (Tagtezza) حيت مرتع اللصوص.
مدينة ايت داود التي قيل ان سكانها كانوا دو أصول يهودية.
مدينة كوليات المريدين التي كانت عبارة عن حصن شيد من طرف هراطقة السياف (Esseyyaf).
مدينة إغيل مغيلغيل (Ighilmghilghil).سكانها كانوا ذوي مزاج مستقل.
لقد عاشت هده المدن في استقلال, و كانت تحكم نفسها بنفسها , و كانت تطبق القوانين العرفية المحلية.
كان السكان يخزنون المواد الزراعية في اكادير أو المخزن و هو عبارة عن حصن
. كما كانوا يلتجئون إلى هدا الأخير في حالة هجوم.
و قد عرفت المنطقة فيما بعد تغييرات عميقة تحت تاتير بعض الحكام المحليين و الذين كانوا مستبدين و نذكر من بينهم : الحاكم أو بيهي خلال منتصف القرن19 , و انفلوس في نهاية القرن 19 و بداية القرن العشرين
و قد شكل هؤلاء الحكام ضغطا كبيرا على السكان.
فعلى سبيل المثال في كل دوار تتواجد من 10 إلى 50 منزلا يحكمها برج بلدي تحت حراسة حراس دائمين, و كان محاطا بحائط من الحجر أو بسياج من شجر العناب و يقود إليه باب دفاعي...
الترجمة: الحسين الحو
المصدر: Hachette world guide
Morocco-1966
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق