آخر المواضيع
تحميل ...

الأحد، 23 أكتوبر 2016

تمنار العاصمة الكبرى لأركَان


تمنار العاصمة الكبرى لأركَان



تمنار العاصمة الكبرى لأركَان مركز فلاحي مهم يقع وسط قبائل حاحة بين الصويرة وأكادير على بعد مائة كيلومتر شمال أكادير، واثنين وسبعين كيلومترا جنوب الصويرة، على الطريق الرئيسية بعيداً عن ساحل البحر بحوالي ثلاثين كيلومتراً إلى الداخل .
كان قديما، مجرد قرية صغيرة بقبيلة ايدأكّلول لا يميزها عن غيرها إلا قصبة من بناء البرتغال على الطريق (تابريدا) كانت تسكن فيها نصرانية تدعى تامنار، فسميت القصبة باسمها على ما يحكى، وقد ورد ذكرها في تاريخ الضعيف الرباطي حيث قال في الصفحة 343: ” خرج السلطان من تارودانت لناحية الصويرة واستهل عليه هلال ربيع الأول عام 1221هـ في قصبة تامنار بين حاحة واشتوكة فوق الصويرة بيوم” وحينما عين السلطان الحسن الأول القائد المحجوب الكَلُّولي في طريق حركته إلى سوس عام 1299هـ/ 1881م، أمره ببناء مقر قيادته بتامنار، فأعد القائد عدته وشرع في البناء مع بداية عام 1301هـ/ 1883م، وتعاقب على الحكم في هذا المركز خمسة قواد من أسرة الكيلولي، وتبعهم القائد سعيد التكَزيريني في عهد الحماية، ثم القواد النظاميون في عهد الاستقلال.

كان الكَيلوليون الأوائل يحكمون من تامنار إلى تيزنيت في بعض الفترات، مما جعل أهل تامنار يغتنون بالأموال والذخائر النفيسة المجلوبة من سوس، فذاع صيتهم بين القبائل الجنوبية، وعلا شأنهم بالدوائر المخزنية في العهد العزيزي (المعسول للمختار السوسي 15/196)، فازدهر العمران والتجارة بتامنار، وأخذ أعيانها يتنافسون في تشييد الأبراج وبناء الرياض واقتناء أجود الخيول، ويبذلون الغالي والنفيس في سبيل الحصول على أحسن وأجمل ما في البلد من العبيد والإماء، فازدهرت تامنار في عهدهم ازدهارا عمرانيا واقتصاديا وثقافيا، إذ كانوا يزينون مجالسهم بالعلماء، أمثال: محمد بن القائد الكَيلولي (ت 1324هـ/1906م)، وإبراهيم الأكَدورتي الإيسي الذي استقدمه رؤساء تامنار فاحتفلوا به وهيئوا له داراً في ” تَسِيلاَ اُلْبَرْكْتْ”، فلم يزل هناك ينشر العلم إلى أن توفي في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري.

وقد اعتنى رؤساء تامنار الكيلوليون بتعمير مدرسة سيدي حْسَا أُحْسَاين المجاورة لقصبتهم وفرضوا لها ثلث أعشار القبيلة فقصدها الطلبة من حاحة وسوس وغيرها، فازدهرت بذلك الحركة التعليمية بهذا المركز في عهد الكَيلوليين ومنذ ذلك الحين أصبح مركز تامنار ينموا نموا بطيئا، لأنه لم يعتمد إلا على إمكانياته الفلاحية المحلية، حتى أصبح اليوم مقرا لدائرة قيادات حاحة إلى جانب الجماعة الحضرية لقبيلة إيداوكَيلول .
وفي صيف سنة 1989م تم تدشين مركب ثقافي ضخم بتامنار أطلق عليه اسم قرية أركَان، نظمت فيه جمعية حاحة أول مهرجان ثقافي لأركَان، فأصبحت تامنار اليوم تحتل الدرجة الثانية بعد مدينة الصويرة من بين المراكز الحضرية في حاحة، فعدت من الجماعات الحضرية التي تبلغ مساحتها 15.80 كلم مربع فقط، بينما بلغ عدد سكانها 1500 نسمة، فارتفعت كثافتها السكانية إلى حوالي 95 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد.
تتوفر بلدية تامنار على كل التجهيزات الأساسية من شبكة الإنارة وشبكة الماء الصالح للشرب، وشبكة الوادي الحار، وبها مدرسة علمية عتيقة بناها القائد سعيد التكزيريني في عهد الحماية وعمرها، وتدعى الهاشمية أو تمزكَيدا نـ الرَّمَّى (مسجد الرماة) إلى جانب مجموعة من الكتاتيب القرآنية، ومن تجهيزات التعليم الحديث؛ روض للأطفال، وبها مجموعة مدرسية كمجموعة مدارس سيدي سعيد، ومدرسة القدس، وإعدادية تامنار وثانوية تامنار ومؤخراً (في أبريل 2007) دشن بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سد “سيدي محمد بن سليمان الجزولي” الذي كلف بناؤه اعتمادات بقيمة 320 مليون درهم ممولة من الميزانية العامة للدولة، هذا السد من شأنه أن يوفر للمنطقة اكتفاء ذاتيا فيما يخص الماء الصالح للشرب، كما دشن بها صاحب الجلالة عدة أورش تنموية أخرى.

نقلا عن موقع  http://tamanar.fr.gd/Tamanar.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق