قبيلة إداويسارن
قبيلة حاحية، تابعة لاتحادية قبائل حاحة، وتأتي قبيلة إداويسارن من حيث الأهمية في المرتبة الموالية لقبيلة إداوبوزيا، وتحدها قبيلة إذا وكرض شمالا وقبيلة إداوكيلول جنوبا وقبائل إينكنافن وإيمكراض شرقا، وتمتد بأراضيها على شاطئ المحيط الأطلسي ويتوسطها ميناء تافضنة الشهير والذي زاره الحسن الوزان الملقب بليون الإفريقي عام 1514 م وتوجد بها أبار استخراج الملح بكل من "أزلا" و"إذا ويعزى" وتضم أقدم صومعة أثرية بحاحا هي صومعة مسجد سيدي بوسكري الذي جمع بين العلم والتصوف ، والمنسبون الى هذه القبيلة يعرفون باسم أيسار
وفي تعريف آخر
قبيلة إداويسّارْنْ
قبيلة حاحية أمازيغية، تابعة لاتحادية قبائل حاحة الاثني عشرة، وتحدها شمالا قبيلة إداوكرض، وجنوبا قبيلة إداوكيلول، وشرقا قبيلتي اينكنافن وايمكراد، وتمتد أراضيها على ساحل المحيط الأطلسي، ومن أشهر شواطئها شاطئ (تاكراكرا)، والميناء السياحي (تافْضْنا) ومعناه بالعربية (حوض الماء الساخن)، وذلك لوجود شعب عميقة تحيط بها رواسب بركانية، كما توجد بساحل القبيلة مغارة في جبل صخري تنفذ الى داخلها أمواج البحر
وتتميز قبيلة إداويسارن بتوفرها على آبار الملح ومنها: مملحة إداوْ يْعْزّى، ومملحة أزلا، كما تتوفر القبيلة على مآثر تاريخية وهي
- تافضنا : بلدة صغيرة مع مينائها السياحي، زارها الرحالة حسن الوزان (ليون الافريقي) سنة 919هـ / 1514م، ووصفها في كتابه (وصف افريقيا) بقوله: تافضنا ثغر على البحر المحيط من بناء الأفارقة، فيها نحو 600 كانون (أسرة) ومرسى في غاية الجودة للسفن الصغيرة، اعتاد بعض التجار البرتغاليين أن يجيئوا اليه ليقايضوا سلعهم بالشمع وجلود المعز، وأضاف الوزان أيضا: ويوجد في مدينة تافضنا جُمرك وضريبة الملح
- مدرسة سيدي بوزكري : نسبة لصاحب ضريحها الشيخ سيدي الحاج أبي زكرياء يحيى الحاحي (القادم من بلدة تيط قرب أزمور بدكالة في القران 7 هـ) والنزيل ببلدة تيُوغْزا في حاحا، حيث جمع فيها طائفة من المتصوفة تدعى (طائفة الحاحيين)، ووصف ابن قنفذ هذه المدرسة في كتابه (أنس الفقير) بأنها تقع في موضع خير وعلم وقراءة وتدريس
- زاوية سيدي أبي البركات: مدرسة عتيقة تنسب للشيخ سيدي أبي عبدالله محمد العبدري الحاحي الشهير، صاحب كتاب (الرحلة المغربية)، وهو الدليل على مكانة مدرسته ومستواها الثقافي والعلمي لطلبتها ومتخرجيها في القرن 7هـ، ومما قاله في حق هذه المدرسة العريقة: (كان سفرنا تقبله الله تعالى، في 25 ذي القعدة عام 688هـ مبدؤه من حاحا صانها الله) وبقيت هذه المدرسة تؤدي رسالتها منذ عهد مؤسسها الى القرن 20م، وآخر من اشتهر من علمائها (الفقيه سيدي الحسن ايبندو التامري (المتوفى سنة 1405هـ / 1984م)، وغيره من العلماء الأجلاء
- ضريح سيدي احمد بن محمد السائح : المتوفى سنة 997هـ / 1588م، وبجانبه مسجد يقع في قرية (ايغانيمن) بالساحل شمال مرسى تافضنا
- قصبة أيت أغناج : مقر قيادة القائد محمد بن يحيى أغناج الويساري الحاحي (بين 1224-1232هـ)، وتقع بقرية أيت ايدير قرب النهر الذي يجري إزاء ضريح سيدي مبارك
- دار أغناج : نسبة لخليفة القائد عبدالملك بن بيهي أغناج الحاحي على سوس، الذي اكتسح بجيشه فاتحا سوس في عهد السلطان مولاي سليملن العلوي نحو 1224هـ، ووقعت له أحداث شهيرة تروى لحد الآن على ألسنة الحاحيين
- تيكمِّي نْ لوْضا : أو دار القاضي الحاج علي، نسبة لأحد شيوخ القائد الحاج عبدالله أوبيهي الحاحي المتوفى سنة 1284هـ، وكان قاضيا لقبيلة إداويسارن، واليه ينسب أكادير (أو الحصن الصغير المقام في بسيط مرتفع محاط بجبال كالسور ويمر بجانبه الطريق الرئيسية الرابطة بين الصويرة وأكادير) قرب بلدة سْميمُو، وقد اكتسبت شهرتها عندما لجأت اليها حامية عسكرية فرنسية بقيادة الكومندار ماسوتي في أوائل عهد الحماية تريد العبور منها الى منطقة سوس، فحاصرها المقاومون بزعامة القائد محمد أنفلوس النكنافي الحاحي، والقائد عبدالرحمن الكيلولي سنة 1912م ودام حصارهم لها مدة 10 أيام، وانفك الحصار عن الفرنسيين بعد معارك طاحنة مات فيها خلق كثير، بعدما أنقذقتهم حامية فرنسية قدمت من الصويرة
زاوية سميمو : مقر قيادة القبيلة قديما، ومحطة رئيسية للقوافل التجارية القادمة من الصويرة والقاصدة بلاد سوس والصحراء، وهو الآن يتوسط القبيلة على الطريق الرئيسية الرابطة بين الصويرة وأكادير، وينعقد فيه سوق أسبوعي يومي الأحد والخميس
------------------
المصدر: وصف افريقيا للوزان – أنس الفقير لابن قنفذ – الرحلة للعبدري – ايليغ قديما وحديثا للمختار السوسي – المعلمة مقال امحند أيت الحاج – من أفواه الرجال للسوسي – ايقاظ السريرة الصديقي
-----------------------------------------------
معالم من تاريخ مدينة تافضنة في قبائل حاحا
ورد ذكر مدينة تافضنة التي تقع في أراضي قبائل حاحة في كتاب (وصف افريقيا) للرحالة الحسن الوزان الشهير باسم (ليون الافريقي) عندما زارها سنة 919هـ / 1514م فقال: تافضنة ثغر على البحر المحيط، بعيد عن ايغيل اينغيغيل بنحو 40 ميلا الى جهة الغرب، من بناء الأفارقة، فيها نحو 600 كانون، ومرسى في غاية الجودة للسفن الصغيرة، اعتاد بعض التجار البرتغاليين أن يأتوا اليه ليقايضوا سلعهم بالشمع وجلود الماعز، والبادية المجاورة لهذا الثغر مليئة بالجبال، وينبت فيها الشعير بكثرة، ويمر بالقرب منها نهر صغير تدخل إليه السفن بسهولة عندما تهب العواصف بالبحر، ويوجد بتافضنة جمرك وضريبة الملح، وتقسم جميع المداخيل بين الرجال القادرين على الدفاع عن المدينة، وفيها شيوخ وفقهاء إلا أن هؤلاء غير مختصين في النظر في جرائم القتل والجروح، وإذا ارتكب شخص إحدى الجريمتين وظفر به أهل الضحية قتلوه، وإن لم يظفروا به نُفي 7 سنوات، وعند انقضاء مدة النفي يرفع عن المجرم حظر الإقامة إذا أدى غرامة (الدية) لذوي القتيل
وسكان تافضنة شديدو بياض البشرة، وفي غاية الألفة والمجاملة، يعامل الغرباء عندهم بأحسن مما يعامل المواطنون أنفسهم، وعندهم منزل كبير للضيوف الغرباء، ولو أن معظم هؤلاء يضيفهم الخواص من السكانذهبت الى تافضنة مع الأمير الشريف السعدي، ومكثنا فيها 3 أيام كانت عندي بمثابة 3 أعوام سواء من كثرة البراغيث التي لا يحصى لها عدّ، أو من رائحة أبوال الماعز وأبعارها، فلكل واحد من سكانها عدد من الماعز ترعى نهارا وتؤوي ليلا الى داخل المنازل فتنام عند أبواب الحجرات
ومن أعلام قبيلة ايداويسارن القياديين
القائد محمد بن يحيى أغناج
قائد حاحي شهير، كان خليفة للقائد عبدالملك بن محمد أوبيهي، وارتبطت شهرته بالأحداث التي عرفها سوس في أوائل القرن 19م، وكان له دور فيها، حيث ظهرت قرى محلية اقتصادية بسوس جعلت المخزن يوليها الاهتمام، فكانت حركة السلطان مولاي سليمان العلويالى سوس سنة 1222هـ / 1807م حتى وصل الى واد نون، وأوقع بقرى أكلميم بإلقاء عبدالله الذي لم يسجن طويلا، في حين لم يمس قوات ايليغ بزعامة مولاي هاشم بن علي السملالي الذي أعاد لإليغ مركزها في سوس منذ أوائل القرن 19م، مما جعل السلطان مولاي سليمان يوحد سوس في حركة ضد هاشم تحت قيادة عبدالملك بن محمد أوبيهي الحاحي والقائد محمد بن يحيى أغناج في أوائل سنة 1225هـ = 1801م، بمشاركة قوى من القبائل كالحياينة وبني احسن من الغرب، وقبائل حوز مراكش بالاضافة الى جيش العبيد البواخر وشراكة، ونزلت قوات هذه الحركة على وادي ولغاس حيث واجهتها القوى السوسية المشكلة من قبائل ايولتيتن من اداوسملال وايرسموكن وإداوباعقيل وايمجاض وانضاف اليهم أهل المعدر ، في حين انحازت بعض القبائل المحلية لحركة المخزن كبني زلالة وأبلاغ، فانهزمت قوات مولاي هاشم وانسحبت من الميدان مع القبائل المرافقة له، فاقتحمت القوى المخزنية بقيادة أغناج المنطقة فوصلت الى إيليغ ثم انسحبت منه متجهة نحو تارودانت عبر جبال الأطلس الصغير ، فمرت بقبائل ايلالن وبلدة أساضس ثم تارودانت، وألحقت هزائم بالقبائل، وقد أتلفت في طريقها عددا من الثروات وحطمت عددا من الحصون ، وقد تمكن أغناج الذي كان يقود الحركة من نيل ثقة السلطان مولاي سليمان العلوي فوفد عليه بمراكش في أوائل سنة 1226هـ / 1811م، فعينه عاملا على تارودانت، وكان فيها من قبل خليفة للقائد أوبيهي، واستمر بها الى حوالي سنة 1236هـ / 1820م أي في أواخر عهد السلطان مولاي سليمان .المصدر : المعلمة – ذ/ محمد زرهوني
ومن أعلام إداويسارن المبدعين
الرايس مبارك أيسار :فنان أمازيغي من مواليد دوار تابولعوانت بقبيلة إيداويسارن، بدأ حياته الفنية من الجولات عبر المدن، وبرز بين مرافقي الرايس محمد الدمسيري والرايس المهدي بن مبارك، الى أن سطع نجمه في الطرب الأمازيغي بالمغرب، لكن وفاته بمرض الشلل النصفي أوقفت حياته الفنية بتاريخ 21/05/2009م
المصدر
http://tribus-maroc.blogspot.com/2009/10/blog-post_28.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق